الروح بعد الموت
صفحة 1 من اصل 1
الروح بعد الموت
تلاقي الأرواح في البرزخ ومعرفتهم لأحوال الأحياء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أما بعد :
قال تعالى :
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا
وهي تحتمل الآخرة عموما وفي البرزخ والقيامةوالجنة ..
وقد أخبر الله عن الشهداء بأنهم أحياء عندربهم يرزقون وأنهم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم وأنهم يستبشرونبنعمة من الله وفضل، وهذا يدل على تلاقيهم وتزاورهم كما قال ابن القيم ..
ويقول الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسير
يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم
أي : يبشر بعضهم بعضا ، بوصول إخوانهم الذين
لم يلحقوا بهم وأنهم سينالون ما نالوا ..
ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون
أي : يستبشرون بزوال المحذور عنهم وعن إخوانهم المستلزم كمال السرور ..
يستبشرون بنعمة من الله وفضل
أي : يهنيء بعضهم بعضا، بأعظم مهنأ به ، وهو : نعمة ربهم وفضله ، وإحسانه.
وأن الله لايضيع أجر المؤمنين
بل ينميه ويشكره ، ويزيده من فضله ، ما لا يصل إليه سعيهم وعملهم الصالح في الدنيا
..
وفي هذه الآيات إثبات نعيم البرزخ ، وأن الشهداء في أعلى مكان عند ربهم
وفيه تلاقي أرواح أهل الخير ، وزيارة بعضهم بعضا ، وتبشيربعضهم بعضا . اهـ
وهذه ليست خاصة بالشهداء ، لوجود أدلة أخرى عامة ..
منها : أن الأموات يتزاورون
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أما بعد :
قال تعالى :
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا
وهي تحتمل الآخرة عموما وفي البرزخ والقيامةوالجنة ..
وقد أخبر الله عن الشهداء بأنهم أحياء عندربهم يرزقون وأنهم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم وأنهم يستبشرونبنعمة من الله وفضل، وهذا يدل على تلاقيهم وتزاورهم كما قال ابن القيم ..
ويقول الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسير
يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم
أي : يبشر بعضهم بعضا ، بوصول إخوانهم الذين
لم يلحقوا بهم وأنهم سينالون ما نالوا ..
ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون
أي : يستبشرون بزوال المحذور عنهم وعن إخوانهم المستلزم كمال السرور ..
يستبشرون بنعمة من الله وفضل
أي : يهنيء بعضهم بعضا، بأعظم مهنأ به ، وهو : نعمة ربهم وفضله ، وإحسانه.
وأن الله لايضيع أجر المؤمنين
بل ينميه ويشكره ، ويزيده من فضله ، ما لا يصل إليه سعيهم وعملهم الصالح في الدنيا
..
وفي هذه الآيات إثبات نعيم البرزخ ، وأن الشهداء في أعلى مكان عند ربهم
وفيه تلاقي أرواح أهل الخير ، وزيارة بعضهم بعضا ، وتبشيربعضهم بعضا . اهـ
وهذه ليست خاصة بالشهداء ، لوجود أدلة أخرى عامة ..
منها : أن الأموات يتزاورون
ففي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما قال قال رسول اللهr :
إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه
وفي رواية للبيهقي في شعب الإيمان عن ابن سيرين عن أبي قتادة عن النبي صلىالله عليه وسلم أنه قال :
من ولي أخاه فليحسن كفنه فإنهم يتزاورون فيها .
وصح أيضا من كلام ابن سيرين .
رواية البيهقي في شعب الإيمان وابن أبي الدنيا في المنامات عن أبي قتادة وصححه الألباني في صحيح الجامع والسلسلة والصحيحة .
وقال السيوطي : الحديث حسن صحيح له طرق كثيرة وشواهد كثيرة .. ثم ذكر منها :
عن أبي الزبير عن جابر قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أحسنوا كفن موتاكم فإنهم يتباهون ويتزاورون بها في قبورهم .
هل الموتى يسألون عن الأحياء فيعرفون أخبارهم ؟
الجواب نعم .. الموتى يسألون عن الأحياء فيسرون ويساؤون لما يسمعون من أحوالهم ..
فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
إن المؤمن إذا قبض .. وذكر الحديث .. وجاء فيه : حتى يأتون به أرواح المؤمنين فلهم أشد فرحا به من أهل الغائـب بغائبهم فيقولون
ما فعل فلان ؟
فيقولون : دعوه حتى يستريح فإنه كان في غم الدنيا فيقول : قد مات ، أما أتاكم ؟
فيقولون : ذُهب به إلى أمه الهاوية .. الخ.
وهو حديث صحيح رواه النسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم.
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
عَنْ َأَرْوَاحُ الْمَوْتَى هَلْ تَجْتَمِعُ بَعْضُهَا بِبَعْضِ أَمْ لَا ؟ وَرُوحُ الْمَيِّتِ هَلْ تَنْزِلُ فِي الْقَبْرِ أَمْ لَا ؟وَهل يَعْرِفُ الْمَيِّتُ مَنْ يَزُورُهُ أَمْ لَا ؟
فَأَجَابَ رحمه الله
َأَرْوَاحُ الْأَحْيَاءِ إذَا قُبِضَتْ تَجْتَمِعُ بِأَرْوَاحِ الْمَوْتَى وَيَسْأَلُ الْمَوْتَى الْقَادِمَ عَلَيْهِمْ عَنْ حَالِ الْأَحْيَاءِ فَيَقُولُونَ : مَا فَعَلَ فُلَانٌ ؟
فَيَقُولُونَ : فُلَانٌ تَزَوَّجَ ، فُلَانٌ عَلَى حَالٍ حَسَنَةٍ . وَيَقُولُونَ : مَا فَعَلَ فُلَانٌ ؟ فَيَقُولُ : أَلَمْ يَأْتِكُمْ ؟
فَيَقُولُونَ : لَا ذَهَبَ بِهِ إلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ .
وَأَمَّا أَرْوَاحُ الْمَوْتَى فَتَجْتَمِعُ الْأَعْلَى يَنْزِلُ إلَى الْأَدْنَى وَالْأَدْنَى لَا يَصْعَدُ إلَى الْأَعْلَى . وَالرُّوحُ تُشْرِفُ عَلَى الْقَبْرِ وَتُعَادُ إلَى اللَّحْدِ أَحْيَانًا .
كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{ مَا مِنْ رَجُلٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ الرَّجُلِ كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ إلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ رُوحَهُ حَتَّى يَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ } .
وَالْمَيِّتُ قَدْ يَعْرِفُ مَنْ يَزُورُهُ وَلِهَذَا كَانَتْ السُّنَّةُ أَنْ يُقَالَ :
{ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ دَارِ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ ، وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَمِنْكُمْ وَالْمُسْتَأْخِرِين }
وَلَمَّا كَانَتْ أَعْمَالُ الْأَحْيَاءِ تُعْرَضُ عَلَى الْمَوْتَى كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ
يَقُولُ :
" اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِك أَنْ أَعْمَلَ عَمَلًا أُخْزَى بِهِ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ"
فَهَذَا نص في اجْتِمَاعُهُمْ عِنْدَ قُدُومِهِ يَسْأَلُونَهُ فَيُجِيبُهُمْ .
وَأمَااسْتِقْرَارُهُمْ فَبِحَسَبِ مَنَازِلِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ فَمَنْ كَانَ مِنْ الْمُقَرَّبِينَ كَانَتْ مَنْزِلَتُهُ أَعْلَى مِنْ مَنْزِلَةِ مَنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ؛ لَكِنَّ الْأَعْلَى يَنْزِلُ إلَى الْأَسْفَلِ وَالْأَسْفَلَ لَا يَصْعَدُ إلَى الْأَعْلَى فَيَجْتَمِعُونَ إذَا شَاءَ اللَّهُ كَمَا يَجْتَمِعُونَ فِي الدُّنْيَا مَعَ تَفَاوُتِ مَنَازِلِهِمْ وَيَتَزَاوَرُونَ أيضا .
وَسَوَاءٌ كَانَتْ الْمَدَافِنُ مُتَبَاعِدَةً فِي الدُّنْيَا أَوْمُتَقَارِبَةً ، قَدْ تَجْتَمِعُ الْأَرْوَاحُ مَعَ تَبَاعُدِ الْمَدَافِنِ وَقَدْتَفْتَرِقُ مَعَ تَقَارُبِ الْمَدَافِنِ يُدْفَنُ الْمُؤْمِنُ قريبا من الْكَافِرِ وَرُوحُ هَذَا فِي الْجَنَّةِ وَرُوحُ هَذَا فِي النَّارِ
مثل الرَّجُلَانِ يَكُونَانِ جَالِسَيْنِ أَوْ نَائِمَيْنِ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ وَقَلْبُ هَذَا يُنَعَّمُ وَقَلْبُ هَذَا يُعَذَّبُ وَلَيْسَ بَيْنَ الرُّوحَيْنِ اتِّصَالٌ ..
فَالْأَرْوَاحُ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ : فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَاتَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ } .
اهـ
[ رواه مسلم ]
أما كيف تتصرف الروح؟
فالروح ذات قائمة بنفسها تصعد ، وتنزل ، وتتصل وتنفصل ، وتخرج وتذهب ، وتجيء ، وتتحرك وتسكن ..
كيف تتلاقي الأرواح وقد ماتت الأجساد؟
وإن قيل : كيف تتلاقي الأرواح وقد ماتت الأجساد وفارقتها ؟
فأقول : أفاد كلام ابن القيم في كتابه الروح : أن الأرواح تأخذ شكل الجسد وهيئته بعد مفارقتها له وأن الله سبحانه سوى نفس الإنسان كما سوى بدنه بل سوى بدنه كالقالب لنفسه فتسوية البدن تابع لتسوية النفس ..
هل يرى الأحياء أرواح الموتى ؟
وأما عن تلاقي أرواح الأحياء بالموتى فالذي يعرف - إذ إنه قد علم بالتجربة والمشاهدة - أن ذلك لا يتم إلا في حالة نوم الأحياء ..
وفي تفسير قول الله تعالى :
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى
جاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما- في هذه الآية قال :
بلغني أن أرواح الأحياء والأموات ، تلتقي في المنام فيتساءلون بينهم فيمسك الله أرواح الموتى ، ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها .
وقال السدي رحمه الله :
تقبض الأرواح عند نيام النائم فتقبض رُوُحه في منامه فتلقى الأرواح بعضها بعضاً أرواح الموتى ، وأرواح النيام ، فتلتقي فتُسأل، قال :
فيخلي عن أرواح الأحياء ، فترجع إلى أجسادها ، وتريد الأخرى أن ترجع ،فيحبس التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ، قال : إلى بقية آجالها.
[/center]وفي رواية للبيهقي في شعب الإيمان عن ابن سيرين عن أبي قتادة عن النبي صلىالله عليه وسلم أنه قال :
من ولي أخاه فليحسن كفنه فإنهم يتزاورون فيها .
وصح أيضا من كلام ابن سيرين .
رواية البيهقي في شعب الإيمان وابن أبي الدنيا في المنامات عن أبي قتادة وصححه الألباني في صحيح الجامع والسلسلة والصحيحة .
وقال السيوطي : الحديث حسن صحيح له طرق كثيرة وشواهد كثيرة .. ثم ذكر منها :
عن أبي الزبير عن جابر قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أحسنوا كفن موتاكم فإنهم يتباهون ويتزاورون بها في قبورهم .
هل الموتى يسألون عن الأحياء فيعرفون أخبارهم ؟
الجواب نعم .. الموتى يسألون عن الأحياء فيسرون ويساؤون لما يسمعون من أحوالهم ..
فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
إن المؤمن إذا قبض .. وذكر الحديث .. وجاء فيه : حتى يأتون به أرواح المؤمنين فلهم أشد فرحا به من أهل الغائـب بغائبهم فيقولون
ما فعل فلان ؟
فيقولون : دعوه حتى يستريح فإنه كان في غم الدنيا فيقول : قد مات ، أما أتاكم ؟
فيقولون : ذُهب به إلى أمه الهاوية .. الخ.
وهو حديث صحيح رواه النسائي وابن حبان في صحيحه والحاكم.
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
عَنْ َأَرْوَاحُ الْمَوْتَى هَلْ تَجْتَمِعُ بَعْضُهَا بِبَعْضِ أَمْ لَا ؟ وَرُوحُ الْمَيِّتِ هَلْ تَنْزِلُ فِي الْقَبْرِ أَمْ لَا ؟وَهل يَعْرِفُ الْمَيِّتُ مَنْ يَزُورُهُ أَمْ لَا ؟
فَأَجَابَ رحمه الله
َأَرْوَاحُ الْأَحْيَاءِ إذَا قُبِضَتْ تَجْتَمِعُ بِأَرْوَاحِ الْمَوْتَى وَيَسْأَلُ الْمَوْتَى الْقَادِمَ عَلَيْهِمْ عَنْ حَالِ الْأَحْيَاءِ فَيَقُولُونَ : مَا فَعَلَ فُلَانٌ ؟
فَيَقُولُونَ : فُلَانٌ تَزَوَّجَ ، فُلَانٌ عَلَى حَالٍ حَسَنَةٍ . وَيَقُولُونَ : مَا فَعَلَ فُلَانٌ ؟ فَيَقُولُ : أَلَمْ يَأْتِكُمْ ؟
فَيَقُولُونَ : لَا ذَهَبَ بِهِ إلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ .
وَأَمَّا أَرْوَاحُ الْمَوْتَى فَتَجْتَمِعُ الْأَعْلَى يَنْزِلُ إلَى الْأَدْنَى وَالْأَدْنَى لَا يَصْعَدُ إلَى الْأَعْلَى . وَالرُّوحُ تُشْرِفُ عَلَى الْقَبْرِ وَتُعَادُ إلَى اللَّحْدِ أَحْيَانًا .
كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{ مَا مِنْ رَجُلٍ يَمُرُّ بِقَبْرِ الرَّجُلِ كَانَ يَعْرِفُهُ فِي الدُّنْيَا فَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ إلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ رُوحَهُ حَتَّى يَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ } .
وَالْمَيِّتُ قَدْ يَعْرِفُ مَنْ يَزُورُهُ وَلِهَذَا كَانَتْ السُّنَّةُ أَنْ يُقَالَ :
{ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ دَارِ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ ، وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَمِنْكُمْ وَالْمُسْتَأْخِرِين }
وَلَمَّا كَانَتْ أَعْمَالُ الْأَحْيَاءِ تُعْرَضُ عَلَى الْمَوْتَى كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ
يَقُولُ :
" اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِك أَنْ أَعْمَلَ عَمَلًا أُخْزَى بِهِ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ"
فَهَذَا نص في اجْتِمَاعُهُمْ عِنْدَ قُدُومِهِ يَسْأَلُونَهُ فَيُجِيبُهُمْ .
وَأمَااسْتِقْرَارُهُمْ فَبِحَسَبِ مَنَازِلِهِمْ عِنْدَ اللَّهِ فَمَنْ كَانَ مِنْ الْمُقَرَّبِينَ كَانَتْ مَنْزِلَتُهُ أَعْلَى مِنْ مَنْزِلَةِ مَنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ؛ لَكِنَّ الْأَعْلَى يَنْزِلُ إلَى الْأَسْفَلِ وَالْأَسْفَلَ لَا يَصْعَدُ إلَى الْأَعْلَى فَيَجْتَمِعُونَ إذَا شَاءَ اللَّهُ كَمَا يَجْتَمِعُونَ فِي الدُّنْيَا مَعَ تَفَاوُتِ مَنَازِلِهِمْ وَيَتَزَاوَرُونَ أيضا .
وَسَوَاءٌ كَانَتْ الْمَدَافِنُ مُتَبَاعِدَةً فِي الدُّنْيَا أَوْمُتَقَارِبَةً ، قَدْ تَجْتَمِعُ الْأَرْوَاحُ مَعَ تَبَاعُدِ الْمَدَافِنِ وَقَدْتَفْتَرِقُ مَعَ تَقَارُبِ الْمَدَافِنِ يُدْفَنُ الْمُؤْمِنُ قريبا من الْكَافِرِ وَرُوحُ هَذَا فِي الْجَنَّةِ وَرُوحُ هَذَا فِي النَّارِ
مثل الرَّجُلَانِ يَكُونَانِ جَالِسَيْنِ أَوْ نَائِمَيْنِ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ وَقَلْبُ هَذَا يُنَعَّمُ وَقَلْبُ هَذَا يُعَذَّبُ وَلَيْسَ بَيْنَ الرُّوحَيْنِ اتِّصَالٌ ..
فَالْأَرْوَاحُ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ : فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَاتَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ } .
اهـ
[ رواه مسلم ]
أما كيف تتصرف الروح؟
فالروح ذات قائمة بنفسها تصعد ، وتنزل ، وتتصل وتنفصل ، وتخرج وتذهب ، وتجيء ، وتتحرك وتسكن ..
كيف تتلاقي الأرواح وقد ماتت الأجساد؟
وإن قيل : كيف تتلاقي الأرواح وقد ماتت الأجساد وفارقتها ؟
فأقول : أفاد كلام ابن القيم في كتابه الروح : أن الأرواح تأخذ شكل الجسد وهيئته بعد مفارقتها له وأن الله سبحانه سوى نفس الإنسان كما سوى بدنه بل سوى بدنه كالقالب لنفسه فتسوية البدن تابع لتسوية النفس ..
هل يرى الأحياء أرواح الموتى ؟
وأما عن تلاقي أرواح الأحياء بالموتى فالذي يعرف - إذ إنه قد علم بالتجربة والمشاهدة - أن ذلك لا يتم إلا في حالة نوم الأحياء ..
وفي تفسير قول الله تعالى :
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى
جاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما- في هذه الآية قال :
بلغني أن أرواح الأحياء والأموات ، تلتقي في المنام فيتساءلون بينهم فيمسك الله أرواح الموتى ، ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها .
وقال السدي رحمه الله :
تقبض الأرواح عند نيام النائم فتقبض رُوُحه في منامه فتلقى الأرواح بعضها بعضاً أرواح الموتى ، وأرواح النيام ، فتلتقي فتُسأل، قال :
فيخلي عن أرواح الأحياء ، فترجع إلى أجسادها ، وتريد الأخرى أن ترجع ،فيحبس التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى ، قال : إلى بقية آجالها.
[center]وفي قصة الإسراء
من حديث عبد الله بن مسعود قال:
لما أسري النبي صلى الله عليه وسلم لقي إبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فتذكروا الساعة.
وهذا نص صريح في تذاكر الأرواح العلم فيما بينهم.
وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن الشهداء بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، وأنهم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم وأنهم يستبشرون بنعمة من الله وفضل، وهذا يدل على تلاقيهم من ثلاثة أوجه:
أحدها: أنهم عند ربهم يرزقون، وإذا كانوا أحياء فهم يتلاقون.
الثاني: أنهم إنما استبشروا بإخوانهم لقدومهم ولقائهم لهم.
الثالث: أن لفظ يستبشرون:
يفيد في اللغة أنهم يبشر بعضهم بعضا .
وبناءا على ما تقدم نستطيع أن نخلص إلى أن :
تلاقي أرواح المؤمنين في البرزخ واستقبالهم لمن يأتي إليهم من بعدهم وسؤالهم إياهم عن أهل الدنيا ثابت .
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
من حديث عبد الله بن مسعود قال:
لما أسري النبي صلى الله عليه وسلم لقي إبراهيم وموسى وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فتذكروا الساعة.
وهذا نص صريح في تذاكر الأرواح العلم فيما بينهم.
وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن الشهداء بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، وأنهم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم وأنهم يستبشرون بنعمة من الله وفضل، وهذا يدل على تلاقيهم من ثلاثة أوجه:
أحدها: أنهم عند ربهم يرزقون، وإذا كانوا أحياء فهم يتلاقون.
الثاني: أنهم إنما استبشروا بإخوانهم لقدومهم ولقائهم لهم.
الثالث: أن لفظ يستبشرون:
يفيد في اللغة أنهم يبشر بعضهم بعضا .
وبناءا على ما تقدم نستطيع أن نخلص إلى أن :
تلاقي أرواح المؤمنين في البرزخ واستقبالهم لمن يأتي إليهم من بعدهم وسؤالهم إياهم عن أهل الدنيا ثابت .
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
مواضيع مماثلة
» علامات حضور ملك الموت
» اب رمى طفلته من الشباك لانقاذها من الموت! صورة ..~!
» شخص عاش بلحظة الموت بس مقلب من اهله بكذبة ابريل ..~!
» بالصووووور آخر لحظات بعض المشاهير عند الموت . اللهم أحسن خاتمتنا
» اب رمى طفلته من الشباك لانقاذها من الموت! صورة ..~!
» شخص عاش بلحظة الموت بس مقلب من اهله بكذبة ابريل ..~!
» بالصووووور آخر لحظات بعض المشاهير عند الموت . اللهم أحسن خاتمتنا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى